قطاع الخدمات اللوجستية بعد أزمة كوفيد-19
تتمثل مهمة قطاع الخدمات اللوجستية في التأكد من نقل السلع والبضائع إلى مختلف أنحاء العالم، ولكن كيف سيستجيب قطاع يعتمد بشكل كبير على نقل السلع بحراً وجواً عبر الحدود والقارات عند انتشار إحدى الأزمات الصحية العالمية؟
مشكلة مزدوجة
عند إغلاق الحدود وفرض قيود مشددة على حركة السفر، ازدهر قطاع التجارة الإلكترونية وتضاعفت مستويات الطلب على خدمات التوصيل نتيجة حالات الإغلاق، مما حتّم على قطاع الخدمات اللوجستية التكيف بسرعة وكفاءة مع هذه المتغيرات.
ولكن لحسن الحظ، كانت تداعيات أزمة كوفيد-19 محدودةً في دولة الإمارات، وخاصةً إمارة دبي، بفضل وفرة التقنيات الحديثة التي كانت مستخدمة قبل الأزمة. وباعتبارها واحدةً من أكبر المراكز التجارية في المنطقة، تمتلك دبي عدداً من أحدث البنى التحتية اللوجستية المتقدمة تقنياً على مستوى العالم، إذ أدى استخدام تقنيات إنترنت الأشياء وارتفاع مستويات الكفاءة والترابط بين المسارات البرية والبحرية والجوية إلى تبسيط عمليات سلسلة التوريد في المنطقة.
وعلى الرغم من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن أزمة كوفيد-19 في العالم، سجل قطاع التجارة الإلكترونية إحدى أبرز قصص النجاح المتميزة، حتى في دولة الإمارات التي سادت فيها أنماط تجارة التجزئة التقليدية لوقت طويل. ونتيجةً لإدراك العديد من الشركات التجارية الكبرى لمدى تأثرها بقوى الطبيعة، تمحور كامل تركيزها في الفترة السابقة على إضفاء الطابع اللامركزي لمخزوناتها بهدف ضمان توافر سلعها في جميع المناطق التي تعمل فيها؛ وتقدم دبي كوميرسيتي حلولاً مثاليةً لهذه المشكلات، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لازدهار قطاع التجارة الإلكترونية.
الخدمات اللوجستية وخدمات إدارة المستودعات التي تواكب المتطلبات المستقبلية
تشكل تقنيات الأتمتة الحل الأمثل في ظل الأزمات العالمية، ففي عام 2019، كان العالم يتجه نحو مستقبل يقوم على الأتمتة، إلى أن جاءت أزمة كوفيد-19 وساهمت في تسريع وتيرة هذا التحول نتيجة القيود العديدة المرتبطة بها.
وبالنظر إلى القطاعات العالمية المختلفة، نجد بأن قطاع تصنيع السيارات بدأ الاعتماد على تقنيات الأتمتة منذ سنوات طويلة، حيث تتولى الروبوتات الأدوار التي كان البشر يشغلونها على خطوط الإنتاج. ولعل أهم الدروس المستفادة من الأزمة تتمثل في أن أتمتة الإنتاج لا تعني بالضرورة استمرارية الأعمال، فلطالما عانى قطاع صناعة السيارات من الاضطرابات نتيجة عدم إدراك هذا المفهوم.
وتستخدم الخدمات اللوجستية الذكية تقنيات الأتمتة في مهام مناولة السلع وتغليفها وتوصيلها، والتي يمكن تنفيذها جميعاً باستخدام روبوتات ذاتية التشغيل، لذا يمكن القول إن الأتمتة الكاملة للخدمات قد أصبحت متاحةً لنا اليوم، بدءاً من الروبوتات المستخدمة في المستودعات ووصولاً إلى مركبات التوصيل على الطرقات.
وتساعد بعض التقنيات، مثل إنترنت الأشياء، في ضمان قدرة قطاعات التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية العابرة للحدود على مواكبة المتطلبات المستقبلية، والحد من الأضرار الناجمة عن الأزمات المرتبطة بالأوبئة أو الكوارث العالمية التي قد تحدث. وبهدف مواكبة احتياجات التجار الراغبين بإضفاء طابع لا مركزي على مخزوناتهم لضمان تواجدها في مختلف الدول، توفر دبي كوميرسيتي للشركات العاملة في قطاع التجارة الإلكترونية وصولاً شاملاً إلى جميع أنحاء منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
الظروف الحالية
من السهل الاستعداد للمستقبل وتوقع المتغيرات القادمة، ولكن يجب أن ينصب التركيز اليوم على توافر المخزونات في المستودعات والحفاظ على تدفق المواد الغذائية. وهنا تبرز الأهمية الكبيرة للبنية التحتية فائقة التطور في دبي وقدراتها التنافسية العالية باعتبارها مركزاً متميزاً لإعادة التصدير، مع الحفاظ على المواد الغذائية بأعلى جودة ممكنة، إلى جانب زيادة وفرة المخزونات. ويشكل الاستثمار في الابتكار أحد العوامل الرئيسية لتحقيق النجاح، حيث برهنت تجاربنا المكتسبة من العام 2020 على أن الاستثمار والابتكار سيصبحان ركيزتي النجاح الرئيسيتين في المستقبل.
وعلى المستوى العالمي، سجل قطاع الخدمات اللوجستية في دبي، ودولة الإمارات بشكل عام، حضوراً قوياً منذ بداية الأزمة؛ وبفضل تسجيل الحد الأدنى من النقص، أو حتى عدم تسجيل أي نقص في المخزونات طوال فترة انتشار مرض كوفيد-19، أصبحت هذه المنطقة مركزاً رئيسياً للعمليات اللوجستية الخاصة بدول أخرى.
وعلى المستوى العالمي، سجل قطاع الخدمات اللوجستية في دبي، ودولة الإمارات بشكل عام، حضوراً قوياً منذ بداية الأزمة؛ وبفضل تسجيل الحد الأدنى من النقص، أو حتى عدم تسجيل أي نقص في المخزونات طوال فترة انتشار مرض كوفيد-19، أصبحت هذه المنطقة مركزاً رئيسياً للعمليات اللوجستية الخاصة بدول أخرى.