أهمية المكاتب في قطاع الأعمال
يشهد عالمنا حالياً الكثير من التحولات الناجمة عن الظروف الاستثنائية التي طرأت مؤخراً، كما أدت أنماط العمل من المنزل إلى حدوث تغييرات هيكلية في العديد من الشركات. وأدت الفترات الصعبة التي نمر بها اليوم، نتيجة استمرار تداعيات أزمة كوفيد-19، إلى قيام العديد من الشركات بتخفيض نفقاتها العامة، من خلال عدم استئجار المكاتب واعتماد نماذج العمل عن بعد. ومع تخلّي بعض الشركات عن فكرة تواجد موظفيها في مواقع العمل بشكل كامل أو تحولها لاستخدام مساحات العمل المشتركة أو حتى جعل القدوم إلى أماكن العمل اختيارياً بالنسبة لموظفيها.
استفادت شركات أخرى من ارتفاع مستويات العرض في السوق العقارية للانتقال من العمل في المنزل إلى العمل في المكاتب، أو ترقية مقراتها وزيادة مساحتها الداخلية لتعزيز مستويات الراحة في مساحات العمل. ولكن، لماذا يجب علينا الاحتفاظ بالمكاتب في الوقت الذي أصبحت فيه أنماط العمل عن بعد أكثر شيوعاً؟
المكتب للعمل والمنزل للراحة
يلعب الفصل بين الحياة المنزلية والحياة المهنية دوراً مهماً في تحقيق السعادة على الرغم من عدم اهتمام الكثيرين بهذا الموضوع، فالعمل من المنزل يعني غياب الحد الفاصل بين موعد البدء بالعمل وانتهائه، في حين أن التنقل بين المنزل والمكتب للعمل يومياً يحدد بداية يوم العمل ونهايته، فضلاً عن تقليصه لفترات التوقف والتعطل أثناء العمل.
المكتب يشجع أكثر على العمل
يقدّم معظمنا أداءً أفضل ضمن فريق العمل، فلم العمل بشكل فردي إذا كان بالإمكان التعاون مع فريق كامل للوصول إلى أفضل النتائج، إذ كل ما نحتاج إليه في بعض الأحيان لحل مشكلة مستعصية هو رأي زميل لنا في العمل. ولأن عقول البشر تعمل على حل القضايا بطرق مختلفة، يوفر العمل ضمن فريق واحد مزيداً من الآراء مما يؤدي إلى العثور على الحل الأمثل بأسرع وقت في معظم الأحيان.
ومهما كانت تقنيات الاتصال عبر الفيديو متاحةً لنا، تبقى اللقاءات الشخصية أكثر إنتاجيةً، وغالباً ما تشهد الاجتماعات المنعقدة باستخدام برنامج مايكروسوفت تيمز شعور بعض المشاركين فيها بالحرج من المساهمة في الحوار عند عدم الانتباه لضرورة استعمالهم زر طلب المشاركة في الحديث، وبالتالي يغيب شعور الانتماء للفريق خلال هذه المكالمات.
وأشار الدكتور آرون باليك، أخصائي علم النفس، خلال مقابلة مع موقع هافينغتون بوست إلى أن الاجتماعات عبر الفيديو لا يمكن أن تشكل المكافئ الوظيفي للاجتماعات الشخصية المباشرة؛ وقال: “لا يمكننا تحويل الاجتماع الافتراضي إلى حقيقي نتيجة للاختلاف الكبير بينهما”.
ويعد بناء العلاقات مع زملاء العمل أمراً بالغ الأهمية، حيث يشكل هؤلاء الزملاء فريق العمل، ورفاق المهنة المقربين. وتؤدي معرفة هؤلاء الأشخاص على المستوى الشخصي إلى تطوير العلاقات معهم بشكل يعود بنتائج أفضل على العمل.
مقر رئيسي للعمليات
تشكل المساحات المكتبية مقراً رئيسياً للشركات، ويشكل المكتب في بعض الأحيان نقطة بيع رئيسية تتيح للعملاء الدخول ومشاهدة مستوى الإتقان في العمل بأنفسهم، مما يمنحهم شعوراً بالثقة والارتياح تجاه مستوى الحيوية والنشاط في المكتب، وبقدرة فريق العمل على مواكبة متطلباتهم. وتعكس أجواء المكاتب وجدرانه الداخلية أسلوب الشركة وقيمها، مما يتيح للموظفين الحصول على مصدر إلهام من الأجواء المحيطة بهم، ويحفزهم على المثابرة قدر الإمكان لتحقيق أهدافهم.
وتعد هذه المساحة المادية مقراً رئيسياً لإدارة جميع الجوانب المتعلقة بالعمل ومركز المعلومات الخاص بمختلف تفاصيل الشركة، حيث تضم سجلات الشركة وتمثل نقطة التواصل الرئيسية مع الموظفين والعملاء وغيرهم. وتمثل هذه المساحة المميزة أيضاً موقعاً لعقد الاجتماعات والاحتفاء بالأهداف المحققة، مع وجود ركن هادئ لاحتساء القهوة الصباحية والتأمل بالحلول اللازمة خلال أوقات ذروة العمل.
التفاعل وقيمة الشركة
وبالإضافة إلى الدور الوظيفي المهم الذي يلعبه المكتب، فإنه يمثل أيضاً أحد الجوانب الرئيسية للعلامة التجارية، وواحداً من أهم أصول الشركات، حيث يلعب دوراً محورياً في تحصيل أي شركة لقيمتها المعنوية في القطاع بالاستفادة من مخزونها الفعلي وقيمتها المادية في أسواق الأسهم.
ويعد شعار الشركة الذي يتم وضعه فوق أبوابها أو الظاهر على زجاج نوافذها بمثابة لوحة للإعلان عن خدماتها، والدلالة على وجودها، ولفت أنظار المارة إليها. أما بالنسبة لمدراء الشركات، فتحافظ غرفة الاجتماعات على مكانتها كمساحة لعقد الصفقات والتفاوض بشأن الأعمال. كما تسهم استضافة الزملاء وقادة الأعمال العاملين في القطاع بطريقة مهنية ضمن أجواء عمل محترمة ورفيعة المستوى في بناء الثقة، وتعزيز علاقات الأعمال، وترسيخ السمعة الطيبة للشركة.
ويشكل الحضور الفعلي للشركة بين أقرانها من الشركات الأخرى الوسيلة الأفضل للتفاعل والتواصل؛ وتلعب شبكات العلاقات دوراً هاماً في تحقيق النجاح في عالم الأعمال، كما تلعب المساحة المكتبية دوراً رئيسياً في إحداث هذه التغييرات الإيجابية المنشودة، دون مواجهة الصعوبات الموجودة في المنزل والتي تحول دون تحقيق ذلك. ومن هنا يبرز دور دبي كوميرسيتي في توفير الفرصة لكم للتواصل بشكل مباشر مع نظرائكم في القطاع، من خلال استضافتهم لتناول الطعام معهم في الركن المخصص لذلك.